أقيمت مباراة إسكتلندا وكرواتيا في 12 أكتوبر 2024 ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية. جاء هذا اللقاء في الجولة الثالثة من دور المجموعات، واحتضنه ملعب ماكسيمير في زغرب. المباراة كانت شديدة الأهمية للمنتخبين، حيث سعت كرواتيا لتعزيز حظوظها في التأهل للمرحلة النهائية، فيما حاولت إسكتلندا تحقيق نتيجة إيجابية تبقيها ضمن المنافسة.
الشوط الأول: بداية قوية من الفريقين
بدأت المباراة بوتيرة حماسية، حيث فرض كلا الفريقين أسلوب لعبه.
- منتخب كرواتيا: بدأ المباراة مستحوذًا على الكرة بفضل خط وسطه المميز بقيادة لوكا مودريتش، الذي لعب دورًا حيويًا في تنظيم الهجمات وصناعة الفرص. سعت كرواتيا إلى اختراق الدفاع الإسكتلندي عبر الأجنحة، مع الاعتماد على الكرات العرضية، إلا أن التكتل الدفاعي للإسكتلنديين حال دون تسجيل أي هدف مبكر.
- منتخب إسكتلندا: ركز على اللعب بأسلوب دفاعي متماسك مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة. قاد اللاعب بيلي غيلمور خط الوسط الإسكتلندي بتمريرات دقيقة، بينما شكل القائد أندرو روبرتسون صمام أمان في الجانب الدفاعي.
في الدقيقة 32، فاجأ رايان كريستي الجميع بتسجيل الهدف الأول لصالح إسكتلندا، مستغلًا خطأ دفاعيًا من كرواتيا. الهدف رفع معنويات الفريق الإسكتلندي وجعل كرواتيا تضاعف من جهودها لإعادة التوازن.
لم تنتظر كرواتيا طويلًا للرد، ففي الدقيقة 36، تمكن اللاعب إيغور ماتانوفيتش من تسجيل هدف التعادل عبر تسديدة قوية، لينتهي الشوط الأول بنتيجة 1-1.
الشوط الثاني: تفوق كرواتي وخبرة تحسم الأمور
دخل المنتخب الكرواتي الشوط الثاني بحماس أكبر، مع تعديلات تكتيكية أعطت الفريق زخمًا هجوميًا.
- استغل الكروات المساحات في خط دفاع إسكتلندا، خاصة مع تراجع تركيز الفريق الضيف.
- في الدقيقة 68، نجح أندريه كراماريتش في تسجيل الهدف الثاني لكرواتيا بعد هجمة مرتدة منظمة، ليضع فريقه في المقدمة.
رغم محاولات إسكتلندا للتعويض، إلا أن الدفاع الكرواتي بقيادة دوماجوي فيدا كان في الموعد، حيث أحبط العديد من المحاولات الخطيرة.
تحليل الأداء
إسكتلندا
- نقاط القوة:
- التنظيم الدفاعي، خاصة في الشوط الأول.
- تألق اللاعبين في الكرات الثابتة، مما ساعد في خلق فرص حقيقية للتسجيل.
- نقاط الضعف:
- عدم استغلال الفرص بشكل كافٍ.
- ضعف التركيز الدفاعي في الشوط الثاني.
كرواتيا
- نقاط القوة:
- الخبرة الكبيرة في التعامل مع المباريات الحاسمة.
- الأداء الجماعي المميز، خاصة في خط الوسط.
- نقاط الضعف:
- التسرع في إنهاء الهجمات في بعض اللحظات.
- الأخطاء الدفاعية التي كادت تكلف الفريق المزيد من الأهداف.
النظرة التكتيكية
- كرواتيا:
- اعتمدت على أسلوب اللعب بالتمريرات القصيرة والاستحواذ، مما ساعدها على السيطرة على وسط الملعب.
- استخدمت الهجمات المرتدة بشكل فعال لتسجيل الهدف الثاني الحاسم.
- إسكتلندا:
- ركزت على الكرات الطويلة والمرتدات، لكنها عانت من ضعف الفعالية الهجومية في الشوط الثاني.
- لعبت بخطة دفاعية بحتة بعد تسجيل الهدف الأول، مما أعطى كرواتيا الفرصة للضغط.
إحصائيات المباراة
- الاستحواذ: 62% لصالح كرواتيا مقابل 38% لإسكتلندا.
- التسديدات:
- كرواتيا: 15 تسديدة (6 على المرمى).
- إسكتلندا: 8 تسديدات (3 على المرمى).
- الأخطاء:
- كرواتيا: 12 خطأ.
- إسكتلندا: 10 أخطاء.
تأثير النتيجة
هذا الفوز أعطى كرواتيا دفعة معنوية كبيرة في منافسات المجموعة، حيث عززت فرصها في التأهل إلى المرحلة النهائية لدوري الأمم الأوروبية. من ناحية أخرى، تعتبر الخسارة صفعة لإسكتلندا، التي تحتاج إلى تحسين أدائها للحفاظ على حظوظها في المنافسة.
الختام
المباراة بين كرواتيا وإسكتلندا لم تكن مجرد مواجهة عادية، بل كانت ملحمة كروية عكست روح المنافسة بين فريقين بطموحات مختلفة. أظهرت كرواتيا قوتها كفريق يتمتع بالخبرة والمرونة التكتيكية، بينما قدمت إسكتلندا أداءً مقبولًا لكنه لم يكن كافيًا لتحقيق الفوز. يبقى السؤال: هل ستتمكن إسكتلندا من التعافي في المباريات المقبلة؟ أم أن كرواتيا ستواصل تألقها حتى النهاية؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة
رائعة
ردحذف